الجزائر تنضم رسميًا إلى اتفاقية لاهاي 1961 الخاصة بإلغاء شرط التصديق على الوثائق الأجنبية، ما يُسهل توثيق الوثائق للاستخدام الدولي ويعزز التعاون القانوني والإداري مع الدول الأعضاء. خطوة هامة نحو تسهيل المعاملات الدولية وجذب الاستثمار.
الأبوستيل (Apostille): تبسيط تصديق الوثائق الرسمية دوليًا – وانضمام الجزائر خطوة نحو الانفتاح والتسهيل
في عالم متزايد الترابط، أصبحت الحاجة إلى الاعتراف المتبادل بالوثائق الرسمية بين الدول أمرًا أساسيًا، سواءً للدراسة، أو العمل، أو الزواج، أو المعاملات القانونية. من هنا جاءت اتفاقية لاهاي لعام 1961 التي وضعت نظام الأبوستيل (Apostille)، لتسهيل هذا الاعتراف وإلغاء سلسلة التصديقات المعقدة التي كانت مطلوبة سابقًا. ومؤخرًا، أعلنت الجزائر انضمامها رسميًا إلى هذه الاتفاقية، في خطوة تعد مفصلية في تحديث الإدارة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
ما هو الأبوستيل؟
الأبوستيل (Apostille)هو ختم أو شهادة رسمية تُوضع على وثيقة عمومية (مثل: الشهادات الجامعية، شهادات الميلاد، الأحكام القضائية، العقود الموثقة...) بهدف الاعتراف بها في الدول الأجنبية، دون الحاجة إلى المرور بتصديقات متعددة من وزارات الخارجية والسفارات.
أصل الكلمة فرنسي "Apostille" وتعني: "التصديق" أو "التوثيق".
تم وضع هذا النظام ضمن اتفاقية لاهاي لسنة 1961 التي تهدف إلى إلغاء شرط التصديق على الوثائق العمومية الأجنبية، ويُستخدم اليوم من قبل أكثر من 120 دولة حول العالم.
كيف كان الأمر قبل الأبوستيل؟
قبل انضمام الجزائر إلى هذه الاتفاقية، كان استخدام أي وثيقة رسمية في الخارج يستلزم المرور بمراحل بيروقراطية طويلة:
> بلدية → وزارة مختصة (مثل العدل أو التعليم) → وزارة الخارجية → سفارة الدولة المعنية
هذا المسار لم يكن مرهقًا فقط من حيث الوقت، بل أيضًا مكلفًا ماليًا ويزيد من احتمال ضياع أو تلف الوثائق.
الجزائر تنضم رسميًا إلى اتفاقية لاهاي 1961
بانضمامها إلى الاتفاقية، أصبحت الجزائر واحدة من الدول التي تعترف بالأبوستيل كتصديق وحيد كافٍ على الوثائق الرسمية. ويترتب على ذلك:
للمواطنين الجزائريين:
- إذا كنت ترغب في استخدام وثيقة جزائرية في دولة موقعة على الاتفاقية (مثل فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، كندا...):
- لم يعد من الضروري التصديق عليها من وزارة الخارجية أو سفارات الدول.
- يكفي فقط وضع ختم الأبوستيلمن الجهة الجزائرية الرسمية المخولة بذلك.
للأجانب في الجزائر:
بالمثل، الوثائق الصادرة من بلدانهم التي تحتوي على ختم الأبوستيل، يُعترف بها مباشرة في الجزائر دون حاجة إلى تصديقات إضافية.
من هي الجهة المخولة بوضع الأبوستيل في الجزائر؟
بعد انضمام الجزائر، ستقوم الحكومة بتحديد الجهات الرسمية (مثل وزارة العدل أو الداخلية أو كاتب الدولة...) المسؤولة عن إصدار ختم الأبوستيل. هذه الجهات ستصبح المصدر الوحيد المعتمد لهذا التصديق.
أهمية هذا التغيير
- تقليص البيروقراطية: خطوة كبيرة نحو تبسيط المعاملات الإدارية للمواطنين.
- توفير الوقت والمال: لا حاجة للتنقل بين الإدارات والسفارات.
- تعزيز الثقة الدولية: الأبوستيل يعطي الوثائق الجزائرية قوة قانونية معترف بها دوليًا.
- تشجيع الاستثمار والتبادل الأكاديمي: تسهيل حركة الأشخاص والمعاملات الدولية.
انضمام الجزائر إلى اتفاقية لاهاي للأبوستيل يمثل نقلة نوعية في مجال تبسيط الإجراءات الإدارية والاعتراف الدولي بالوثائق الرسمية. إنها خطوة طال انتظارها، ستنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين الجزائريين داخل البلاد وخارجها، وتُظهر التزام الجزائر بالتحديث الإداري والانفتاح على العالم